انا..والامنيات...وثالثنا ...الليل والذكريات التي تقود خطواتي
الى الوراء....كلما اردت بدا مسافة الالف ..ميل......
قد تبدو احوال الحياة عكس ما كنا نتمنى و نتوقع وهذا ما يجعلنا نعيش
في عالم تكثر فيه نبضات التشاؤم والانكسار و التشتت،ربما بسبب
تلك الاحلام التي تراود مخيلاتنا فتزرع فيها بعضا من الخفايا التي تغلف
طريق الامنيات باللون الوردي الذي غالبا ما يعكس بعض الضوء
على جوانب الذكريات
الذكريات......تمر من امامنا كفلم سنيمائي ...نحب تذكره حينما تكثر
بين صفحاته اللحظات السعيدة....و تارة اخرى لا نريد البتة مرورها
امام مخيلاتنا وكانها كذلك السيف الذي يبتر لحظات الصفاء نصفين
و يترك لنا النصف المظلم المضرج بمختلف
الكوابيس المخيفة
مع الذكريات يتكرر شيئ واحد يجعلنا نراجع جميع الحسابات
و نراجع معها جميع الخطوات اذا ما اردنا التقدم الى عالم الواقع ...
يكثر مع الذكريات شيئ....غالبا ما يلفه الغموض كذلك الضباب الذي
لا نستطيع من خلاله تبيان مجريات الامور.....انه الخوف
الخوف ......من معاودة جميع الامور التي ادت الى النتيجة نفسها ،رغم اننا
في كل مرة لا نسلك نفس السبل ...و لا نكتب نفس العبارات...و لا نحلم نفس الاحلام
بل نجعل مكان كل ذلك شيئا اسمه التغيير ......
قد نغير في الحروف و المفردات.... وقد نغير بعضا من الاحلام...و قد نغير
الدرب الذي خطته اقدامنا يوما..... ولكن......في حقيقة الامر ...نحن لم نستطع
تغيير نبضات قلوبنا المتسارعة و لم نستطع تغيير صفاء سريرتنا و لم نستطع
تغيير صدق مشاعرنا بل لم نستطع الا ان نكون اوفياء بالقدر الذي يتطلبه الوفاء
من تضحية ...بل لم نستطع الا ان نكون نحن .
هذا هو جوهر حياتنا ومن يعش بجوهر الوفاء...و الصدق...و الصفاء لن يستطيع
ان يغير من عالم الموجودات شيئا حتى وان بقي هو الشخص الوحيد الذي يحارب
سراب الامنيات وشواطئ الذكريات المريرة.