يا نفس.. عجبًا لكِ !!
_________________________
تريدين الراحة في دارٍ لا راحة فيها، وتريدين أن تتمتعي بالدنيا وتعلمين أنها فانية ..
تريدين اللذة والمتعة العاجلة ولا تنظرين إلى عواقب الأمور .
يا نفس، لماذا تحاولين أن تظهري أمام الناس بمظهر التقي النقي العفيف، وإذا جن الظلام وذهب الناس إلى مضاجعهم إذا بكِ تتجرئين على الله وتعصينه وكأنه لا يراكِ ؟!
سبحان الله ! أجعلتِ الله أهون الناظرين إليكِ ؟
أبدلاً من أن تناجي ربك، وتقفي بين يديه إذا بكِ تخلعين ثوب الإيمان، فإذا قابلت الناس لبستيه ؟!
إن الناس لن يغنوا عنكِ من الله شيئًا.. فكري في الأمر يا نفسُ، واجعلي باطنك مثل ظاهرك، ورددي دائمًا :
الله ناظري، الله شاهدي ، الله مُطَّلِعٌ عليَّ .
يا نفسُ، ما لكِ تتكالبين على الدنيا وكأنكِ أمنتِ لها ؟
أما تذكرتِ أحوال الماضين الذين وهبوا حياتهم للدنيا وجعلوها أكبر همهم ، حتى إذا اطمئنوا إليها إذا بها تصرعهم
وتقلب نعيمهم جحيمًا؟.
ألا تعلمين أن الدنيا غرَّارة خدَّاعة ، متقلبة الأحوال والأعراض ؟ فكيف تأمنين لها ؟
وقد يهاجمك الموت في أية لحظةٍ فيخطفكِ مما أنت فيه، وينقلكِ إلى دارٍ أخرى لم تستعدي لها ،
فعندها ما موقفكِ يا نفس؟!
آه يا نفسي.. تزعمين أنك تريدين الجنة ولم تعملي لها ، وتدَّعين أنك تخافين من النار ولم تهربي منها !!.
يا نفس، ألم تعلمي أنك أنت التي ستُنعَّمين إن دخلتِ الجنة، وأنت أيضًا التي ستُعذبين إن دخلتِ النار ؟
فلماذا يا نفسُ كلما حاولتُ أن أحملكِ على الطاعة إذا بكِ تتكاسلين وتروغين مني وتدَّعين التعب والمشقة ،
وإذا رأيتِ معصيةً تهرولين إليها ؟
يا نفسُ، اصدقيني القول.. ماذا تريدين؟ السعادة أم الشقاء ؟ النعيم أم العذاب؟
أقسم لكِ يا نفس أنه لا نعيمَ ولا سعادةَ إلا في طاعة الله، ولا عذاب ولا شقاء إلا في معصيته ،
فهلا تطاوعينني يا نفس .. هذا ما آمله منكِ .