ظرف عيد ، والغائب لا يزال بعيد ..
.
.
غربت آخر شمس لــ رمضان هذه السنة ، ذهبت حاملةً معها شيئاً من الغياب ..
و حلّ علينا مساءٌ مُبتهجٌ مختلف لا يسعني أن أصفه بـ جلّ كلماتي والمعاني المكتنزة داخلي ..
ولكن ما أعنيه لعله لامس شغاف قلوب الكثير ، وإستوطن دواخل العديد من البشر ..
عاد العيد ، ولكن غائبي لم يعد ، إعتاد الغياب حتى في الأعياد والمناسبات التي لا غياب فيها ..
لا عجب ؛ فإن طبيعة غالبية الأشياء هي الغياب ، حتى نحن لا يمكننا أن ننكر أننا من سالكيه ـ.
كلّ شيء راحل بــ حلول أوانه ، حتى أرواحنا وتلك الأرواح الطاهرة التي أحببناها سترحل يومًا ..
ومع هذا وكله ، لا يزال في القلب حيزٌ يرفض الغياب حتى وإن كان مؤمنًا به بنسبةٍ لا عـد لها ..
فالقلب رهيف ولا يستطيع تحمل ذلك ، فلا تلقي اللوم على قلمي الذي أرثى أيامك الجميلة ..
فما كتب قلمي إلا ما كان قلبي يتحدث به مسبقاً ، حديثٌ مطوّل عن ذكرياتٍ عالقة بــي وتأبى الرحيل ..
ليتك أخذت ذكرياتك و شيئاً من تفاصيلك لتجعلها تختفي معك خلف المسافات التي لا أعلم ما نهايتها ..
لا أعرف شيئاً مما حدث ولا أذكر ، ولكنني في ظرف عيد ، و رؤيتك كانت بالنسبة لي حلمٌ تمنيته ..
ربما تمنيته أنت أيضًا ، لكن الزمان حال بيننا ، ورسم في أحلامنا طرقاتٍ بعيده جدًا لنسلكها ..
ويبدو أن كلاً منا قد سلك طريقاً مختلفاً ، آملُ أن يلتقي الطريقان في الأخير ..
.